هذا المقال يقدم تقييم نقدي لتصور "تعدد الحداثات" والذي يكتسب أرضية في علم الاجتماع منذ عقود. هو يرفض هذا التصور باعتباره تصورا غير متماسك وغير مؤسس موضوعيا في نفس الوقت، كما يقترح تصورا بديلا، هو تنوعات الحداثة، والذي نعتقد أنه قادر بشكل افضل على أن يعالج الاهتمامات الملموسة الخاصة بالتصور الأول، ولكن في نفس الوقت يسمح لنا لنتحدث عن الحداثة بصيغة المفرد. مصدر الإلهام الأساسي لمثل هذا التصور البديل هو نموذج تنوعات الرأسمالية الذي يقود أدبيات الاقتصاد السياسي الجديد، وواحد من مميزاته عن نموذج تعدد الحداثات هو تركيزه على المؤسسات، بدلا من الاعتماد على أفكار غامضة بالكاد يمكن شرحها عن الثقافة واختلاف الثقافات. على اية حال مدخل تنوعات الحداثة الذي يتبع هذا التصور يجب أن يكون أكثر اتساعا وعمقا، وعليه سوف يكون أكثر صعوبة في التكوين والتطبيق، من نموذج تنوعات الرأسمالية. ولكن حتى ولو ثبت في النهاية أنه غير منتج فإن ذات الاعتبارات المتعلقة بمتطلباته المنهجية سوف تكون، مع ذلك، واعدة للتوصل إلى تبصرات قيمة بالنسبة لدارسي الحداثة.
Volker H.
Schmidt, 2006, "Multiple Modernities or Varieties of
Modernity?", Current Sociology,January,Vol 54(1): 77–97