Arabic symbol

 

 

 

English
أهلا بكم من نحن فلاسفة أبحاث فلسفية الخطاب الفلسفي أخبار الفلسفة خدمات الفلسفة

 

 

 

                               

 

News feed

 

مفكرون وفلاسفة عرب

 
بحث مخصص

 

معاصرون
نهضويون
أساتذة
جمعيات فلسفية
اتصل بنا
كيف تدعم الموقع

فلاسفة العرب

 

 

 

 

 

    الثلث الأول من القرن التاسع عشر الميلادي يؤخذ عادة باعتباره بداية للتأريخ للفكر العربي/الإسلامي الحديث. هذا التاريخ يشير إلى كتابات الشيخ رفاعة الطهطاوي بعد زيارته إلى باريس ضمن البعثة الأولى لطلبة العلم الذين أرسلهم محمد على والى مصر في ذلك الوقت بهدف تحصيل العلم الأوروبي ونقل الأنظمة الأوروبية المتقدمة للدولة المصرية.

    منذ ذلك التاريخ والتساؤل عن أسباب تقدم أوروبا (أو الغرب) وتأخر المسلمين (أو الشرق) أصبح ملحا على النخبة الإسلامية، بصفة عامة، والنخبة العربية بصفة خاصة. ثلاثة مواقف أساسية ظهرت كإجابة على هذا السؤال.

    الأول هو ضرورة اتباع النظرة "الغربية" إلى العالم والتخلي عن النظرة "الإسلامية" للعالم. والثاني يمثل النقيض من ذلك، وهو الاتجاه نحو التراث الإسلامي والأيام الماضية الزاهية للحضارة العربية الإسلامية التي انتشرت على امتداد العالم القديم. والثالث هو محاولة الجمع بين الموقفين، على المستوى العملي يتم اتباع النظم والمعارف الغربية، وعلى المستوى النظري يتم الاحتفاظ بالنظرة الإسلامية إلى العالم. هذه المواقف الثلاثة انتهت في نهاية الأمر، حسب رأي عدد من الدارسين المعاصرين، إلى موقف عام واحد بدرجات متفاوتة، هو التوفيقية. والتوفيقية هي محاولة للتوفيق بين الجانبين، الغربي والإسلامي، من الناحية الشكلية فقط وبدون الحاجة إلى معالجة الأسس النظرية للفكر العربي/الإسلامي المعاصر.

من المعروف اليوم أن هذه المواقف الثلاث، لأسباب مختلفة، قد فشلت في تقديم الإجابة الناجحة المطلوبة لسؤال النهضة. وكرد فعل، ظهرت حقبة جديدة في الفكر العربي/الإسلامي الحديث. في هذه الحقبة سيطر نقد التفسيرات التقليدية للتراث وللفكر الإسلامي القديم والقول بضرورة تحديث العقل العربي، كما ظهرت أعمال عديدة تقوم بنقد تجربة الحداثة الأوروربية بشكل عميق. لذلك فهذه المرحلة يمكن تسميتها عن حق بالمرحلة النقدية، حيث ركزت على النقد أكثر من البناء. ويمكن القول بأن هذه المرحلة قد بدأت منذ الثلث الأخير من القرن العشرين واستمرت حتى الآن.

    عدد من المشاريع الفلسفية تم تقديمه في هذه المرحلة. هذه المشاريع، بطرق مختلفة واعتمادا على مذاهب فلسفية مختلفة قدمت تصورات أكثر تجريدا على المستوى الفلسفي لسؤال النهضة. ولكن على العموم، لم يتجاوز أي منها فكرة النقد إلى بناء تصورات جديدة مستقلة عن الفكر الإسلامي القديم. ولم يتجاوز أي منها الاعتماد على المناهج والمذاهب الغربية المعاصرة. وهما الشرطان اللازمان لقيام فلسفة عربية جديدة معاصرة.

    نظرا لظهور عدد من الأصوات، في العقد الماضي، تناقش الشروط اللازمة لتقديم فلسفة عربية حقيقية مستقلة، بالإضافة إلى بعض الإشارات عن إمكانية تحقيق تقدم في هذا الاتجاه، وضعنا في الاعتبار أننا ندخل في مرحلة جديدة للفكر العربي/الإسلامي المعاصر. هذه الحقبة الثالثة يفترض أنها تحقق تقدما نحو ظهور فلسفة عربية جديدة معاصرة، وإجابة جديدة لسؤال النهضة وبناء مجتمع ودول عربية حديثة.

    طبقا لهذا التصنيف للفكر العربي/الإسلامي المعاصر نقدم في هذا الجزء من الموقع تقسيما ثلاثيا لمراحل هذا الفكر. نقدم أولا المرحلة الثانية والتي يمكن اعتبارها الأكثر معاصرة ما بين المرحلة الماضية والمرحلة القادمة التي نمر ببداياتها حاليا. المعيار الذي وضعناه لاختيارنا للأسماء المعروضة هو وجود بناء فلسفي متكامل يطرحه المفكر المحدد في كتاباته العديدة بمستوياتها المتنوعة. وهو ما يعبر عنه بالمفهوم "المشروع الفلسفي". على أساس هذا المقياس ليس كل أستاذ مرموق في الفلسفة أوكل  ممارس معروف للفلسفة مؤهلا للانضمام إلى هذه الفئة من الأسماء.

    ولأن المرحلة الأولى من الفكر العربي/الإسلامي، أي من الثلث الأول للقرن التاسع عشر حتى الثلث الثاني للقرن العشرين، لم تنتج فكرا نظريا فلسفيا أو مواقف فلسفية واضحة، كما أوضحنا أعلاه، تضمنت القائمة التي نعرضها لهذه المرحلة أهم الأسماء للمفكرين المؤثرين في الفكر العربي الحديث. وعلى العموم المقياس الأساسي الذي اعتمدنا عليه في اختيار القائمة هو مدى تأثير هذا المفكر في النخبة الثقافية وفي المجتمع عموما. ومن المهم هنا  إيضاح أن الفصل أو التمييز بين كل من الفكر العربي والفكر الإسلامي لم يظهر إلا اعتبارا من بدايات القرن العشرين كتأثير لظهور الفكر القومي العربي. وهذا أنتج نوع من عدم الاتساق في تصنيف المفكرين في هذه المرحلة. فبعض هؤلاء يجب تصنيفهم باعتبارهم مفكرين إسلاميين، ولكنهم يكتبون باللغة العربية، أكثر منهم كمفكرين عرب بالمعنى المعاصر. وعلى أية حال عدم الاتساق هذا لا يمكن تجنبه بسبب سمات دفينة في الفكر العربي نفسه، والذي يعتمد على نظرة إلى العالم إسلامية في جوهرها، على الرغم من أنها ليست بالضرورة متطابقة مع الفكر الديني الإسلامي القديم.

    وكما هو معروف ليس من الممكن إصدار أحكام بخصوص ظاهرة معينة بدون الخروج وأخذ مسافة منها. وهذا يترجم في الظواهر التاريخية بأنه لا يمكن التأريخ لحقبة تاريخية معينة أثناء حدوثها، وخاصة في بداياتها. لذلك ليس من الممكن إصدار أحكام مقبولة بخصوص الحقبة الثالثة التي نمر ببداياتها الآن للفكر العربي الحديث. ولهذا السبب سوف نقدم للدارس، مع تقدم العمل بالموقع، قائمة بأهم الأسماء المعاصرة لأساتذة الفلسفة الأكاديميين العرب، والذين تتخذ كتاباتهم موقفا فلسفيا محددا، وإن لم يرق لدرجة كونه مشروعا فلسفيا بالمعنى المشار إليه أعلاه. وذلك دون إصدار أحكام باعتبارهم فلاسفة هذه المرحلة أم لا، حيث سيظهر ذلك بعد مرور عقد على الأقل. بالإضافة إلى ذلك حرصا على إمداد المهتمين بالفكر العربي المعاصر بالصورة العامة لتطور الفكر الفلسفي العربي، سنقدم بشكل تدريجي مع تقدم العمل في الموقع وحصولنا على المعلومات المطلوبة، قائمة لأساتذة الفلسفة العرب في الجامعات والأكاديميات المختلفة وتخصصاتهم واهتماماتهم حتى يمكن للدارس أن يتعرف على خريطة الفكر الفلسفي العربي المعاصر في الجامعات العربية.

    بالإضافة إلى تقديم فلاسفة العرب في العصر الحديث، في مراحله الثلاث، سوف نحرص أيضا على أن نقدم، في حدود المعلومات المتاحة، قائمة بالجمعيات الفلسفية العربية ومعلومات أساسية عن مجالس إداراتها ونشاطاتها الفلسفية.

    وكما ذكرنا من قبل، أغلب المشكلات الفلسفية التي تواجه فكر النهضة العربية الحديث ناتج عن السؤال غير المحلول الخاص بالعلاقة بين الحداثة الغربية والنظرة الإسلامية التقليدية إلى العالم. نتيجة لهذا الموقف، الأعمال التي يقدمها المفكرون المسلمون من غير العرب الذين يواجهون نفس السؤال، بالإضافة إلى الأعمال التي يقدمها المستشرقون والتي تحاول أن تقدم أجابات للسؤال ذاته، هي اعمال تهم الفكر العربي الحديث وتمثل إضافات هامة إليه. لذلك خصصنا مساحة في هذا القسم من الموقع لتقديم قائمة بالمفكرين والفلاسفة من غير العرب من المسلمين والمستشرقين مع ما يتاح لنا من أبحاث تم إنجازها بواسطتهم.