ملخص البحث
ما يسمى بـ "علم اجتماع المعرفة" هو مجال علمي غامض. ربما يمكنه أن يفسر لماذا
يجب أن تظهر اكتشافات علمية في وقت ما بدلا من وقت آخر. يمكنه أن يبين الشروط
اللازمة في المجتمع لدعم نمو المعرفة العلمية ويشرح لماذا كان بعض العلماء أكثر
نجاحا من آخرين في المساهمة في التقدم العلمي. هذا المجال يمكنه أيضا أن يبين
الضغوط الاجتماعية على العلماء الأفراد، التي تشجع أو تعوق عملهم. توفر الدعم
الحكومي، إنتاج المجلات العلمية المتخصصة، أو تكون البنية المهنية للعلماء كلها
تمثل موضوعات ملائمة لما يمكن أن يكون مجالا علميا مهما، ولكنها تبقى بشكل ما
هامشية . سوف تكون مرتبطة بمسح الظروف المحيطة بنمو المعرفة الإمبيريقية،
ولكنها تبقى مجردة من النظر إلى طبيعة هذه المعرفة.
هناك تفسير آخر لهذا المجال يجعله أكثر طموحا وأكثر أهمية. صحيح، إذا كان
مؤيديه على حق، علم اجتماع المعرفة يجب أن يضطلع بالعديد من الوظائف التقليدية
للإبيستيمولوجيا. في "المعرفة والصورة الاجتماعية" يقدم دافيد بلور ما يسميه
"البرنامج القوي" في علم اجتماع المعرفة، حيث لا يفسر السوسيولوجيون، فقط، سياق
الاكتشافات العلمية، ولكن ايضا طبيعتها ومحتواها. هذا البرنامج يمكن أن يبدأ
بواسطة التعامل مع العلم، الذي ينظر إليه عادة في ثقافتنا على أنه حاضن
الحقيقة، ولكنه يهدد فكرة الحقيقة الموضوعية. بلور يأمل أيضا أن يعطي تفسيرا
سوسيولوجيا للحقيقة الرياضية والمنطقية. نوع من الردية السوسيولوجية تم تقديمه،
حيث يفسر الاعتقاد سوسيولوجيا. بدلا من تركيز الانتباه على محتوى الاعتقاد، كل
الجهود يتم تحويلها إلى الاعتبارات المتعلقة بمجرد حقيقة الاعتقاد والعوامل
السببية العديدة التي تؤدي إلى إنتاجه. هناك أيضا نقلة مقابلة من التأكيد على
ما هو محل الاعتقاد إلى الفكرة المحددة عن الإنسان، أو المجتمع، الذي يحمل هذا
الاعتقاد. النسخة القوية من علم اجتماع المعرفة هي بشكل ملازم ذات مركزية
إنسانية. يخبرنا بلور (ص 139) أن "الإنسان ليس محكوما بواسطة أفكار أو تصورات".
ويضيف أنه "حتى في الرياضيات، الأكثر ارتباطا بالعقل من كل العلوم، الإنسان هو
الذي يتحكم في الأفكار، وليست الأفكار هي التي تتحكم في الإنسان." علم
الاجتماع، إذن، يتعامل مع أناس يعتقدون وليس مع معتقداتهم. (ص 289)
Roger Trigg, 1978, "The
Sociology of Knowledge", Philosophy of the Social
Sciences 1978; 8; 289-298.
.