ملخص
العلم
هو مجال للقوى الاجتماعية، للصراعات، والعلاقات التي تتحدد في كل لحظة
بواسطة علاقات القوة بين أصحاب النفوذ. الاختيارات العلمية تقاد من خلال
فرضيات مسلم بها، تتفاعل مع التطبيقات العلمية، مثل ما الذي يمثل مشكلات
حقيقية ومهمة، المناهج المقبولة، والمعرفة الأصيلة. مثل هذه الاختيارات
تتشكل أيضا بواسطة رأس المال الاجتماعي المحكوم بواسطة المواقف والاتجاهات
المختلفة داخل المجال. هذه الصورة الدينامية والمعقدة، إذن، ترفض، في نفس
الوقت، الفكرة الإطلاقية-المثالية لبروز وتطور العلم، والنسبية التاريخية
التي تطرح العلم كبناء اجتماعي وضعي بشكل كامل. الاستراتيجيات التي تستخدم
في العلم هي في الحال اجتماعية وفكرية؛ على سبيل المثال، الاستراتيجيات
التي نجدها في توافق ضمني مع النظام العلمي القائم تكون في نفس الوقت في
تقارب كامل مع مراكز القوة خلال المجال نفسه. في المجالات العلمية الراسخة
ذات الاستقلالية العالية، لم تعد "الثورات" ضرورية في نفس وقت التغيرات
السياسية ولكنها، بدلا من ذلك، تتخلق من خلال المجال نفسه: المجال يتحول
إلى موقع لثورة دائمة. تحت ظروف معينة، إذن، تضع الاستراتيجيات المستخدمة
للتعبير عن القوة الرمزية نفسها في موقع متعالي حيث تكون خاضعة للرقابة
المتعددة التي تمثل العقل الجمعي للمجال نفسه. الشرط اللازم والكافي لهذا
التصحيح الحرج هو التنظيم الاجتماعي بحيث يمكن لكل مشارك أن يحقق اهتمام
معين، فقط، بواسطة استخدام كل الإمكانيات العلمية المتاحة للتغلب على
العوائق التي يشاركه فيها كل منافسيه. هكذا، نوع التحليل الذي نطرحه هنا لا
يقود إلى انحياز ردي ، أو تحيز سوسيولوجي يؤدي إلى تقليل أساسها ذاته. ولكن
هو يشير إلى موضوعية فكرية شاملة تفتح الباب أمام تحليل ذاتي جماعي تحريري.
The
Peculiar History of Scientific Reason, Pierre Bourdieu, Sociological Forum,
Volume 6, Issue 1 , Mar. 1991, 3-26.
