القسم الأول: مقدمة
لمدة طويلة ظلت التقاليد التحليلية في فلسفة العلم
مركزة على سؤالين اساسيين بخصوص القوانين: "هل يمكن للمرء بشكل معقول أن يأخذ
موقفا واقعيا من قوانين العلم؟"، و"ما الذي يميز القانون عن الأنواع الأخرى من
الحقائق، خصوصا عن الحقائق الكلية والإحصائية والتي لا تعتبر قوانين؟" بالنسبة
لمناقشة للسؤال الأول، انظر إلى المدخل "الواقعية" في هذا الكتاب. أما الثاني
فقد اعتبر سؤالا مهما لأن القوانين كان يعتقد أنها أساسية وجوديا (Ontologically)
– المسئول الأساسي عن كل الحقائق الطبيعية الأخرى – وأنها مصدر التوقع والتفسير
العلمي والتكنولوجي. في هذه الايام هذه الافتراضات تقع تحت الهجوم من زوايا
عديدة، والسؤال الثاني، على الخصوص، اصبح واقعا في الظل خلف سؤال أسبق: "ما
فائدة القوانين من حيث المبدأ؟" في القسم الثالث من هذا المدخل سوف نناقش خمسة
مواقف متداخلة تتشارك في لعب دور القوانين في العلم والطبيعة. الشعار الذي يعبر
عنها جميعا يمكن أن يكون تعبير رونالد جيير "علم بلا قوانين!" قبل ذلك في القسم
الثاني نقدم وصفا للتصور الأكثر تقليدية والتي تأخذ القوانين باعتبارها مركزية،
إما كمستودع للمعرفة العلمية (قوانين العلم) او كمصدر أساسي أو كحاكم لما يحدث
(قوانين الطبيعة).
القسم الثاني : التصورات التقليدية
ما نسميه "التصورات
التقليدية" يأخذ القوانين كهدف أساسي وكإنجاز متوج
للعلم الحديث. والمشكلة لا تتركز سوى في إيجاد التحديد الكافي لها. ماذا يعني
أن يكون شيئا ما هو قوانين الطبيعة؟ هذا السؤال هيمن على الميتافيزيقا وفلسفة
العلم في النصف الثاني من القرن العشرين. ضمن التصورات المطروحة للقوانين
والأكثر بروزا ومنافسة "نظرة الحتمية" (necessitarian
theory)،
و "النظرة المنظومية (systems
view).
على اية حال كل من هذه التصورات يمكن النظر إليه على أنه رد فعل على نظرة أقدم،
هيومية (نسبة إلى دافيد هيوم) للقوانين. ولذلك نبدا بوصف دافيد هيوم للانتظام (regularity)
كأساس للقوانين.
Cartwright ,