مقدمة
قبل الدخول في سؤال اللغة ومشكلات المعرفة، يمكن
أن يكون من المفيد إيضاح بعض القضايا المصطلحية والتصورية
الخاصة بمفاهيم "اللغة" و"المعرفة" والتي أظن أنها بدأت
تؤدي إلى غموض فهمنا وإثارة مناقشات ليس لها هدف.
بداية، ماذا نعني بـ
"اللغة"؟ هناك تصور بديهي شائع يخدم جيدا بشكل كاف للحياة
العادية، ولكنها ملاحظة معتادة أن كل مقاربة جادة لدراسة
اللغة تبتعد عنها بشكل حاد. من المشكوك فيه أن تكون فكرة
الحس المشترك حتى مترابطة، ولا أنه سوف يكون مهما للأغراض
العادية إذا لم تكن كذلك. هي في المقام الأول، فكرة
اجتماعية-سياسية غامضة، لها علاقة بالألوان على الخرائط
وما إلى ذلك، وتصور ذو عناصر معيارية وغائية مساوية في
الغموض، حقيقة تصبح واضحة عندما نسأل ما اللغة التي
يتكلمها طفل في الخامسة، أو أجنبي يتعلم الإنجليزية، أكيد
ليس لغتي، ولا لغتي الثانية، في الاستعمال العادي. على
العكس نقول أن الطفل والأجنبي هم "في طريقهم" لتعلم اللغة،
والطفل سوف "يصل" بينما الأجنبي لن يصل، إلا جزئيا. ولكن
إذا كان كل البالغون سوف يموتون بسبب مرض مفاجئ، والأطفال
تحت الخامسة سوف يعيشون، فإن أي شيء يتكلمونه سوف يصبح لغة
إنسانية تقليدية، على الرغم من أننا نقول أنها ليست موجودة
الآن. الاستخدام العادي ينهار عند هذه النقطة، بدون دهشة:
تصوراتها ليست مصممة للتساؤل حول طبيعة اللغة.