مقدمة
البحث
ترتبط عودة التحليل الحضاري بشكل كبير بالتحول الثقافي الأوسع في العلوم الإنسانية. المقاربات الحضارية المقارنة تقبل أولية الثقافة، ولكنها في نفس الوقت، تكافح من أجل تجنب الحتمية الثقافية المعتادة في علم اجتماع القرن العشرين، وبخاصة الصيغة الوظيفية لبارسونز. من أجل جعل هذه الاستراتيجية المزدوجة الأهداف مستقرة في السوسيولوجيا الثقافية المعاصرة، يبدو أنه من المفيد الربط مع التمييز بين البرنامج القوي والبرنامج الضعيف للتحليل الحضاري للثقافة والذي طرحه جيفري ألكساندر وفيليب سميث. البرنامج القوي، والذي يسمى أيضا السوسيولوجيا الثقافية، يؤكد على الدور المكون للحضارة في كل المجالات وعبر حقل الحياة الاجتماعية؛ البرنامج الضعيف، وبدقة أكثرعلم اجتماع الثقافة، يتعامل مع الثقافة كعامل متغير ضمن عوامل أخرى، ومن بعض الجوانب المهمة هو تابع لبعضها. من زاوية النظر هذه، التحليل الحضاري هو، أولا وفي الأساس، صيغة طموح للبرنامج القوي: هو يؤكد على الاختلاف في نقاط الارتكاز لصورة العالم، وكذلك على المقياس الكبير والمدى البعيد للتشكلات التاريخية-الاجتماعية التي تتبلور حول نقاط الارتكاز تلك، وبذلك يضيف أبعادا جديدة لاستقلال الثقافة. وهو أيضا يدعم اللحظة الهرمنيوطيقية للسوسيولوجيا الثقافية ويتخذ موقف حذر من قبول النماذج التفسيرية التقليدية. ومن جانب آخر، المنظور الحضاري يلقي الضوء على نقاط الالتقاء المتنوعة بين الثقافة والمكونات الأخرى للعالم الاجتماعي، وبذلك يأخذ في الاعتبار بعض الأطروحات المفضلة من قبل البرنامج الضعيف.
Johann P. Arnason, 2010, "The Cultural Turn and the
Civilizational Approach", European Journal of Social
Theory, V. 13(1), Pp. 67–82.