الاعتقاد هو مفهوم مركزي في فلسفة هيوم، ومع ذلك تقريرات هيوم عن الاعتقاد تبدو غير متسقة بشكل ميئوس منه¹. حلول عديدة قدمت، بدءا من القول أن هيوم كان مشوشا وغير معصوما من الخطأ إلى القول أن نظريته في الاعتقاد تغيرت خلال مساره الفلسفي. هذا المقال سوف يركز على السؤال عن طبيعة الاعتقاد ويبين أن نظرية هيوم في الاعتقاد هي في الواقع متسقة مع ذاتها. في القسمين الأول والثاني، سوف افصل هذه المقاطع التي يناقش فيها هيوم طبيعة الاعتقاد عن تلك التي يناقش فيها أسئلة أخرى. في الأقسام من ثلاثة إلى ستة سوف أفحص نظريته عن طبيعة الاعتقاد. وفي النهاية، في القسم السابع، سوف أنظر باختصار إلى نظرياته بخصوص الأسئلة الأخرى المتعلقة بالاعتقاد.

1.    يمكن تقسيم تقريرات هيوم عن الاعتقاد، على الأقل، إلى تسع مقولات مختلفة. يقول هيوم أن الاعتقاد هو:

1.     فكرة تم تصورها بطريقة معينة (مثال، E49,T96)؛

2.     هذه الطريقة المعينة في التصور نفسها (مثال، E49,T97)؛

3.     فكرة يتم الإحساس بها بصورة معينة (مثال،E48, T103)؛

4.     هذا الإحساس المعين نفسه (مثال، E49, T624,629)؛

5.     فكرة لها تأثير كبير على العقل (مثال،T118-20)؛

6.     فعل عقلي يجعل الواقع مؤثرا على العقل (مثال،E49, T629)؛

7.     فكرة حية لها علاقة بالانطباع (مثال،T96)؛

8.     طريقة حية لتصور فكرة، وهذه الطريقة تنبع من انطباع (مثال،E50)؛

9.     شيئا ما يجعل للأفكار قوة ووضوح (مثال،T101,627).

إذا كان المرء حقيقة في حالة نفسية سيئة، فإنه من المحتمل أن يقسم صياغات هيوم إلى سبعة فئات إضافية.

2. أحد الحلول هو القول بأن هيوم كان مشوشا بطريقة ميئوسا منها. هذا ليس دقيقا، على أية حال. أول شيء يجب فعله هو ملاحظة أن الصياغات الأربع الأول فقط تمثل حقيقة إجابات للسؤال، ما هي طبيعة الاعتقاد؟ يقول لنا هيوم أن الاعتقاد هو: فكرة تم تصورها، الطريقة ذاتها لتصور الفكرة، فكرة يتم الإحساس بها بطريقة معينة، الإحساس ذاته بهذه الفكرة. لكي نوضح نظرية هيوم عن طبيعة الاعتقاد سوف أبين أن الصياغة الثانية هي تنويع ضعيف للأولى، وأن الصياغة الرابعة هي تنويع ضعيف للثالثة – بمعنى آخر، هناك في الحقيقة نظريتان فقط، وليس أربعة. ثم سأقوم بالمصالحة بين هاتين النظريتين.