ميشيل عفلق (1910 - 1989) أحد مؤسسي حزب البعث الذي أصبح فيما بعد حزب البعث العربي الاشتراكي.
البدايات والنشاط
ولد في دمشق لعائلة متوسطة من الطائفة الارثوذكسية. تلقّى تعليمه في المدارسالفرنسية في سوريا الواقعة تحت الانتداب الفرنسي. لمع ميشيل على مقاعد الدراسة وانتقل إلى باريس ليلتحق بجامعة السوربون حيث بلور افكاره الحزبية. وبعد رجوعة إلى سوريا، عمل عفلق كمدرس كما نشط في الوسط السياسي. وفي عام 1940 وخلال سيطرة فرنسا الفاشية على سوريا، أسّس ميشيل عفلق خلايا بالتعاون مع زكي الأرسوزي، الذي يعتبر الأب الروحي لحزب البعث وعقيدته، وكانت نواةً لحزب البعث العربي الاشتراكي. فيما بعد، وبمساعدة صلاح بيطار، عقد المؤتمر التأسيسي الذي دمج حزب البعث مع الحزب الاشتراكي بقيادة أكرم الحوراني عام 1947 في دمشق.
حرص ميشيل على حرية الرأي والتعبير والإهتمام بحقوق الانسان والإلتفات إلى طبقة المجتمع الدنيا إلا ان مُتبني حزب البعث كنظام حكم (في سوريا والعراق، كلٌ على حدى) لم يطبّقوا توصيات ميشيل التي دوّنها في مؤلّفاته.
السيرة المهنية
ارتقى إلى منصب وزير التعليم في عام 1949 واستمر في منصبه لفترة وجيزة، وفي عام 1952، فرّ من سوريا هرباً من الإضطهاد السياسي وعاد إلى بلده مرة أخرى عام1954. ولعب دوراً هاماً في تحقيق الوحدة مع مصر عام 1958. وبالرغم من كونه الأب الروحي لحزب البعث الحاكم في سوريا منذ عام 1963، فلم تكن لميشيل تلك الصلات الوثيقة بالحكومة البعثية. وفي النهاية، اضطر عفلق للهرب إلى العراق حيث وصل البعثيون إلى سدّة الحكم للتو. وبالرغم من تعارض أفكار حزب البعث العراقي مع تعاليم عفلق، إلا ان الرئيس العراقي السابق صدام حسين قد قلّدة منصباً شرفياً في حزب البعث العراقي ليعطي الشق العراقي دعماً أكبر من الشق السوري. وتعامل البعث العراقي مع اعتراضات عفلق الحزبية بالتجاهل المتعمّد.
الرحيل
عند ممات عفلق عام 1989، أقامت الحكومة العراقية تأبيناً مهيباً لمماته ودفنته في بغداد في قبر مزخرف تحت قبة زرقاء في الحديقة الغربية لمقر القيادة القومية لحزب البعث في بغداد عند تقاطع شارع الكندي مع طريق القادسية السريع. وادّعت الحكومة العراقية آنذاك اعتناق ميشيل الإسلام قبل مماته الا أن المقربين لا يتفقون كلهم على صحة هذا الخبر.
في أكتوبر 2003 قامت قوات الإحتلال في العراق بتدمير قبر ميشيل عفلق اثر قرار مجلس الحكم الانتقالي بإجتثاث البعث. العديد من الجهات إستنكرت ذلك العمل. و في مارس 2004 أحبط الأردن محاولة تهريب شاهد القبر الخاص به إلى الأردن.