البير جاكار بين الفلسفة والعلم
هاشم صالح
جريدة الشرق الأوسط - 27 يونيو 2007
يعتبر البير جاكار احد علماء فرنسا الكبار حاليا، كما انه يمثل احد الضمائر الحية بسبب انخراطه من اجل القضاياالانسانية وخدمة الفقراء والأجانب والمنبوذين، ولد البروفيسور جاكار المختص في علم الاحياء والوراثة اساسا في مدينة ليون عام 1925، وذلك في عائلة بورجوازية محافظة. هناك حدثان أثرا على حياته: الحرب العالمية الثانية، وحادث السيارة الذي فقد فيه أخاه وجده وجدته في آن معاً.
كان البير جاكار استاذا في جامعتي جنيف والسوربون قبل ان يتقاعد مؤخرا ويتفرغ للقضايا العامة والكتابة. كما كان مستشارا لكبريات المنظمات الدولية بصفته خبيرا في علم الوراثة وخصائص الشعوب والقضايا الديمغرافية. وقد دافع عن حق الناس في الاختلاف. وهو من أشد المعارضين للعنصرية والنزعة الاستعمارية في فرنسا، كما ويتميز بنزعة انسانية تحترم جميع الشعوب بغض النظر عن اختلافاتها، بل وبسبب هذه الاختلافات بالذات فهو لا يرى في الآخر عدوا لمجرد انه يختلف عنا لغة او سحنة وجه او دينا او مذهبا، على العكس انه يرى فيه أخاً لنا في البشرية والإنسانية، ذلك انه يستحيل جمع الناس كلهم على دين واحد او لغة واحدة، وبالتالي فينبغي ان يحترموا بعضهم بعضا ويقبلوا بعضهم بعضا على الرغم من كل هذه الاختلافات التي لا حيلة لهم بها.
فالاختلاف نعمة لا نقمة، على عكس ما يتوهم العنصريون او المتعصبون او الضيق الافق من كل الانواع والأصناف.
من أهم كتبه: «ثناء على الاختلاف» و«الكل مختلفون، الكل متشابهون» و«العلم والايمان» الخ.. يلح هذا العالم الفذ في كتاباته على فكرتين اساسيتين: ضرورة تبسيط النظريات العلمية لكي تصل الى عموم البشر من غير المختصين. فالعلم على صعوبته لا ينبغي ان يظل محصورا في نخبة من كبار العلماء الذين يشتغلون في مخابرهم او وراء مراصدهم الفلكية. وكذلك الفلسفة، لا ينبغي ان تظل حكرا على فئة قليلة قادرة على فهمها ودراستها وانما ينبغي ان تصل الى الجمهور العريض (المثقف الى حد ما بالطبع). واما الفكرة الثانية فهي: ربط العلم بالفلسفة، فلا ينبغي ان تكون الفلسفة في جهة والعلم في الجهة الاخرى، وانما ينبغي ان نكون علماء وفلاسفة في ذات الوقت. وذلك لان الثقافة الحديثة اذا ما فصلت بينهما، كما لا يزال حاصلا حاليا، فانها تبتر نفسها، فجميع المثقفين ينبغي ان يطلعوا على الحد الادنى من النظريات العلمية وعلى آخر التطورات الحاصلة في مجال الفيزياء والفلك والبيولوجيا، هذا لا يعني بالطبع انه ينبغي عليهم ان يكونوا مختصين في هذه المجالات، فهذا امر مستحيل، وذلك لان العلم تعقد وتشعب حاليا الى درجة انه لا يمكن لاي شخص ان يلم بكل العلوم مهما بلغت عبقريته، لكن لا يقبل ان يعيش مثقف في عصرنا الراهن الذي شهد اكبر الثورات العلمية دون ان يعرف شيئا ما عما يجري حوله.. ولذا فان البروفيسور جاكار يدعو المسؤولين عن التربية والتعليم الى تدريس النظريات العلمية الكبرى بالاضافة الى النظريات الفلسفية منذ المراحل الاولى في المدارس. يقول مثلا: ان الفلسفة هي ذلك التساؤل المندهش والمذهول امام العالم والانسان والوجود والإحساس بالوجود. وهي تدعونا للخروج على التقاليد الامتثالية والافكار البالية حتى لو كانت مهيمنة على عقلية اغلب الناس. هنا تكمن عظمة الفلسفة، انها افضل متراس ضد البربرية والتعصب والهمجية. اقول ذلك ونحن نعلم ان هذه الهمجية تتسلل الى مجتمعاتنا عن طريق ألف سبيل وسبيل. ولكي يقود الفلاسفة معركة النضال ضد العنصرية واحتكار الاجانب والعمال المغتربين مثلا فان عليهم ان يستعينوا بجميع العلوم المتوافرة وفي مقدمتها العلوم الدقيقة من فيزيائية وبيولوجية ووراثية. فنتائجها، وبخاصة نتائج علم الوراثة والبيولوجيا، تنزع المشروعية عن كل النظريات العرقية او العنصرية، فاذا كانت الفلسفة تعريفا هي نضال ضد الجهل، فانه لا يمكنها ان تتجاهل العمل الذي يناضل هو ايضا من اجل تبديد ظلمات الجهل، وبالتالي فمن غير المعقول ان نقدم للطلاب دروسا في الفلسفة ولا نقدم معها او بشكل مواز لها دروسا في العلم. هذا الانفصام الشيزوفريني في التعليم المدرسي هو الذي ادى الى تخريج طلاب يجهلون كل شيء تقريبا عن النظريات العلمية المتعلقة بنشأة الكون، وتفسير الظواهر الطبيعية كالبرق والرعد والرياح والأمطار والعواصف والحر والقر الخ.
فالمعرفة البشرية واحدة في نهاية المطاف، انها كل لا يتجزأ ولذا يقول جاكار بان الذين ادخلوه الى بلاد سقراط أي الى عالم الفلسفة، لم يكونوا فلاسفة بالمعنى المحترف للكلمة وانما كانوا علماء رياضيات كهنري بوانكاريه او رسامين كفان غوخ او شعراء مولعين بالمطلق كرامبو واحيانا موسيقيين كشوبير واحيانا اخرى متصوفين وقديسين.. الخ.
وبالطبع فان بعض الفلاسفة الكبار علموه الفلسفة ايضا، فالفلسفة هي الحياة في نهاية المطاف، انها مجمل خبرات الانسان في هذه الحياة ومحصلتها الاخيرة وبالتالي فيمكن ان نحصل عليها من بطون الكتب، لكن يمكن ان نحصل عليها ايضا من خلال التجارب والمحن التي نمر بها، انها ثمرة كل ذلك.
ما رأي البروفيسور جاكار بالقرن العشرين؟ انه رأي ايجابي جدا على عكس ما نتوقع. يقول بما معناه: لقد تحققت في القرن العشرين انجازات هائلة على مستوى العلم. فقد تغير كل شيء بفضل المكتشفات الجديدة في مجال الفيزياء والذرة والفلك والصعود الى الفضاء والاكتشافات الخلوية والبيلوجية والوراثية، وكذلك تقدم الطب.. كل شيء تغير في هذا القرن وانا واثق ان الناس الذين سيجيئون بعد خمسمائة سنة سوف يقولون: كم كان حظهم كبيرا اولئك الناس الذين عاشوا في القرن العشرين! يا له من قرن رائع! لقد عاشوا نهضة حقيقية. صحيح انه حصلت نهضة اولى على يد كوبرينكوس وغاليليو وبعض الآخرين في القرن السادس عشر والسابع عشر ولكنهم في تلك الفترة لم يغيروا الا اشياء قليلة.
لقد غيروا مكانة الارض، فلم تعد موجودة في مركز العالم ولم تعد الشمس تدور حولها وانما العكس.
كما وغيروا مفهوم القوة في مجال علم الفيزياء والمكيانيك وكذلك مفهوم التسارع.. الخ. واما في القرن العشرين فكل شيء تغير. فنظرتنا للمادة وتركيبتها الذرية تغيرت ونظرتنا للزمن تغيرت وكذلك نظرتنا للتصور الحراري والحياة والكون والمجرات وآفاق الفضاء وأعماق المحيطات.. ولكن للاسف فان الجمهور العام لا يحس بذلك لان التعليم الوطني لا يركز عليه كثيرا وانما يهتم فقط بالآداب والشعر والفلسفات. هنا يكمن نقص برامج التعليم او قصورها، ينبغي ان نعلم التلاميذ النظرية الذرية فيما يخص تركيبة المادة غير الحية. ينبغي ان نقول لهم بان نواة الذرة ليست اصغر جزء في المادة وانما هناك ما هو اصغر منها ويدور حولها كالبروتون والنيوترون، بل وحتى هذه تنقسم الى دقائق اصغر ايضا تدعى الكواركز.. باختصار ينبغي ان نشرح لهم النظرية الذرية في خطوطها العريضة، كما ينبغي ان نشرح لهم النظرية الخلوية فيما يخص علم البيولوجيا والوراثة لكي يعرفوا تركيبة الانسان بشكل دقيق، ينبغي ان يعلم الناس ان الطب حقق في القرن العشرين قفزات هائلة وأصبح علما دقيقا بالكامل وهذا ما ساعد على التخفيف من آلام البشر ومعالجة اصعب الامراض بفعالية ونجاح. فاليوم وبفضل المجهر الاليكتروني اصبح بامكان الاطباء ان يصوروا الاحشاء الداخلية لأي انسان ويرونها بكل وضوح كما لو انها امامهم! وهذا ما يساعدهم على تشخيص أي مرض ورؤية موقعه بدقة وبالتالي علاجه بأسرع وقت ممكن.. ثم بعد ذلك يشتمون القرن العشرين ويلعنونه!.. صحيح انه حصلت فيه حربان عالميتان ومحرقة اليهود ومحرقة الفلسطينيين الناتجة عنها مباشرة والعديد من الحروب الاستعمارية البشعة وتجربة الفاشية والستالينية ولكن ينبغي ان نرى وجهه الآخر المشرق، فهو ليس كله اسود.
وعندما طرح عليه هذا السؤال: كيف تفسر الاقبال الكبير للناس على الفلسفة هذه الايام؟ هل هو سبب الازمة الروحية التي تعاني منها المجتمعات الاوروبية؟ اجاب البروفيسور جاكار قائلا: ان مجتمعنا لا يعيش ازمة وانما طفرة انتقالية. فالمجتمع الاوروبي المتقدم لن يعود الى الوراء، انه لن يعود الى القرون الوسطى على الرغم من حنين بعضهم الى تلك القرون بسبب ايقاع الحداثة المتسارع. في الواقع ان المتغيرات التي نشهدها هي نهائية وحاسمة والفترة الحالية هي فترة «ثورية» بكل المعايير. لقد شهدت البشرية في القرن العشرين من المتغيرات ما لم تشهده في تاريخها كله. بالطبع فان كل شخص يحاول ان يستمسك بشيء او يستعصم بركيزة ما وسط هذه المتغيرات التي قلبت حياتنا كلها لقد دوختنا هذه الانقلابات والمتغيرات المتلاحقة. فالبعض راح ينتمي الى احدى الطوائف الغريبة او المشعوذة لكي تقدم له الحقيقة المطلقة التي تشعره بالطمأنينة وسط عالم هائج مائج ولكن لحسن الحظ فان معظم الناس يتوجهون الى العلماء والفلاسفة لكي يشرحوا لهم واقعهم، ما يجري حولهم، لكي يقدموا لهم معنى لوجودهم.
ثم طرحوا عليه هذا السؤال: ألا ينبغي ان يخدم التقدم التكنولوجي التقدم الاخلاقي؟ فأجاب العالم الكبير قائلا: ان التقدم التكنولوجي يحرر الناس من اعباء وجهود كثيرة. فالآلات اصبحت تقوم بذلك بدلا من الانسان الذي كان يشقى كثيرا في العصور الغابرة. وبالتالي فان التكنولوجيا توفر للانسان وقته وتجعله قادرا على تكريس هذا الوقت الثمين لأشياء اخرى كالتأمل في الكون والانخراط في البحوث الفلسفية والعلمية والتبادل الفكري مع الآخرين واحترام قواعد الحياة المشتركة بشكل حضاري والحفاظ على المصلحة العامة.. الخ. هذا يعني ان التقدم التكنولوجي يمكنه ان يساهم في تسهيل حصول التقدم الاخلاقي.
ولكن هذا الشيء ليس مضمونا سلفا ولا يحصل بشكل اتوماتيكي والدليل على ذلك ما يحصل في الغرب المتقدم كثيرا من الناحية التكنولوجية والمتأخر من الناحية الاخلاقية، فالأنانية هي السائدة في مجتمعات الغرب التي فضلت توظيف التقدم التكنولوجي من اجل زيادة المردودية الاقتصادية فقط. وهذا شيء مؤسف جدا، لكنه امر واقع وينبغي ان نعترف به.. يضاف الى ذلك اننا اكتشفنا مؤخرا ان التقدم العلمي او التكنولوجي يمكنه ان يسعد البشرية، لكن يمكنه ان يقضي عليها ايضا! وكل شيء يعتمد على كيفية استخدامه في الماضي، أي طيلة القرن التاسع عشر، كما نعتقد ان العلم كله خير ولا يمكن ان يكون الا لمصلحة البشرية، لكن بعد هيروشيما وتفجير القنبلة الذرية لابادة مئات الالوف من البشر اكتشفنا مدى خطر العلم والتقدم التكنولوجي فهو قد يستخدم في طرق الخير، وقد يستخدم في طريق الشر.
ومؤخرا ظهرت مؤشرات جهنمية مخيفة: كفكرة الاستنساخ البشري والتلاعب بالشيفرة الوراثية للانسان او تدمير المناخ الطبيعي للكون.. الخ. هذا بالاضافة الى الحرب النووية التي اذا ما نشبت فانها ستدمر البشرية كلها خلال ايام قلائل.. ينبغي ان نعلم ان عدم احترام البشر للمناخ الطبيعي المحيط بهم قد يؤدي الى ان تصبح الحياة على هذه الارض جحيما لا يطاق خلال بضعة قرون او حتى بضعة عقود. يضاف الى ذلك ان تكاثر وسائل التواصل غير المباشرة كالانترنيت وسواه قد يؤدي خلال فترة قصيرة الى اضمحلال التواصل المباشر بين الافراد. وهو تواصل ضروري ولا غنى عنه. فالانترنيت لا يغني عن الانسان مهما كانت فوائده وبالتالي فكل اختراع تكنولوجي تقريبا يمكن استخدامه بشكل ايجابي او بشكل سلبي وهذا يدفعنا للقول بضرورة التفكير بشكل جدي ومسؤول بمستقبل البشرية. فقد تلاقي حتفها بيديها اذا لم تنتبه للأمر. وينبغي على العلماء والفلاسفة ان يؤثروا على الحكام وأصحاب القرار وإلا وقعت الكارثة وانا ادعو بهذا الصدد الى تشكيل نواة اخلاقية مشتركة تكون مقبولة من قبل جميع الشعوب أيا تكن اديانها وعقائدها ولغاتها وثقافاتها، فالعولمة الحاصلة حاليا لجميع التبادلات البشرية سواء أكانت تجارية ام ثقافية اصبحت تفرض علينا ذلك، نعم ينبغي تشكيل اخلاق كونية تنطبق على جميع البشر وهذا لا يعني القضاء على التعددية التي هي مصدر ثروة وتنوع وغنى، لكن هناك بعض القواعد الاخلاقية والسلوكية التي ينبغي ان يتقيد بها الجميع. ويمكن اعتبار المبادئ الاخلاقية التي نص عليها الفيلسوف كانط بمثابة النواة الاساسية لهذه الاخلاقية الكونية التي ندعو اليها، فهو يقول مثلا: لا ينبغي ان نعتبر الاخر كوسيلة وانما كغاية لا تفعل للاخرين ما لا تحب ان يفعلوه لنفسك. ينبغي احترام كرامة كل شخص بشري لانه يمثل البشرية كلها في شخصه.. الخ. وعموما فان الاعلان الكوني لحقوق الانسان والذي وافقت عليه الامم المتحدة عام 1948 يمكن اعتباره بمثابة النواة الاخلاقية المشتركة لجميع البشر. لقد اضطرت البشرية في السنوات الاخيرة الى تغيير موقفها بشكل جذري تجاه التقدم التكنولوجي، ففي عصر الفيلسوف الانجليزي فرانسيس بيكون (القرن السابع عشر) كان هدف العلم تحقيق كل ما هو ممكن بدون استثناء والتقدم الى الامام باستمرار أياً تكن النتائج والانعكاسات، لكن ألبير انشتاين تخلى كليا عن هذا الموقف عندما اطلق صرخته المشهورة بعد القاء القنبلة الذرية على هيروشيما: هناك اشياء ينبغي الا تحصل ابدا! هناك مخترعات تكنولوجية ينبغي الا تخترع وتقدم علمي ينبغي الا يحصل وعلى العلماء ان يتحملوا مسؤوليتهم قبل السياسيين.. هذا يعني ان التقدم التكنولوجي لم يعد يعتبر تقدما بشكل اتوماتيكي، بل وقد يكون تأخرا مرعبا او همجية حقيقية. فحذار من التقدم غير المضبوط من قبل الاخلاق والحكماء والفلاسفة الاخلاقيين.
واخيرا طرح هذا السؤال على البروفيسور البير جاكار: من هم اكبر العلماء في القرن العشرين، وما هي اكبر الثورات العلمية؟ فأجاب: العلماء الكبار الذين غيروا المفاهيم بشكل جذري أي غيروا تصورنا عن الكون هم: البير انشتاين 1879 ـ 1955، هنري بوانكاريه 1854 ـ 1912 الذي يعتبر آخر عالم رياضيات كوني والذي استبقت ابحاثه على اكتشاف انشتاين فيما يخص النظرية النسبية، ثم نيلز بور 1883 ـ 1962 وهو فيزيائي دانماركي وأحد مكتشفي الميكانيك الكمي الذي حل محل ميكانيك نيوتن فيما يخص عالم الدقائق الصغيرة او الذرية، ثم هايزنبرغ الالماني 1901 ـ 1976 مكتشف قانون اللاحتمية فيما يخص عالم الدقائق الصغيرة (او الاجزاء التي هي اصغر من الذرة والتي تعتبر اصغر انواع المادة) ثم العالم البريطاني كريك 1916 الذي اكتشف مع العالم الامريكي واطسون 1928 قانون الشيفرة الوراثية المدعو ADN عام 1953 وربما كان اهم اكتشاف بيولوجي في هذا القرن، ثم العالم البلجيكي الشهير ايليا بريغوجين 1917. ولا ينبغي ان ننسى الدور الذي لعبه اوبنهايمر 1904 ـ 1967، وكان روستان 1894 ـ 1977، وغاستون باشلار 1884 ـ 1962، هذا بالاضافة الى علماء آخرين لا نستطيع ذكر جميع اسمائهم.. ولكن فضلهم علينا كبير.
واما اهم الاكتشافات العلمية فكانت تغيير نظرتنا عن المادة من خلال اختراع الميكانيك الكمي والميكانيك الموجي حيث توصلنا الى ادق الدقائق الذرية وعرفنا طبيعة المادة بانها مشكلة من طاقة وكتلة او من موجة وكتلة.. وكذلك تغيرت نظرتنا عن الزمن بشكل جذري بعد اكتشاف انشتاين للنظرية النسبية وكذلك تشكلت نظرية جديدة عن التصور الحراري، ثم حدثت انقلابات هائلة في مجال علم البيولوجيا والوراثة.. هذا بالاضافة الى مخترعات او اكتشافات اخرى يضيق المقام عن تعدادها وكل هذا بفضل القرن العشرين. لقد كان قرنا عظيما من الناحية العلمية.
عودة إلى قائمة الخطاب الفلسفي بين الشرق والغرب - المعرفة العلمية