< بداية إلام ترجعون سبب عدم نجاح تطبيق العلمانية حتى الآن
في الوطن العربي ؟
-
هناك مرحلتان في الاخفاق :
الأولى : في القرن التاسع عشر مرحلة النهضة الأولى وتمثل هذا
الاخفاق في التوقيت التاريخي مابين مرحلة النهضة وبين ظاهرة الاستعمار
التي كانت تتسع وتتعاظم بحيث أصبح هناك تقاطباً تاريخياً نشأ بين هذا
وذاك وفي النهاية انتصرت قوة الاستعمار التي طغت على العلمانية التي
كانت ناشئة ولم تستطع النهضة أن تصمد في وجه هذه القوة الطاغية .
الثانية : المرحلة التي نعيش الآن وبدايتها مع نشوء النفط أو
ظهوره في السبعينات فأسس لمجتمع استهلاكي مما أزال الطبقة الوسطى وهي
التي تحاول أن تؤسس لمشاريع نهضوية وثم أتت الانقلابات العسكرية وكانت
النتيجة أن تبلور نظام في بعض الدول نسميه الآن «النظام العسكري» التي
وضعت مشروعها وهو ابتلاع المجتمع برمته .
ونسعى الآن لتأسيس مشروع نهضوي تنويري جديد يأخذ تشخصاته
القطرية في كل بلد عربي ونحن في نعمل من أجل مشروع اصلاحي ديمقراطي في
سورية لكن المسألة ضخمة في مرحلة أصبح فيها النظام العالمي الجديد
قادراً وفاعلاً ولديه الطاقة العظمى لتسمح له أن يبتلع الجميع واخراجهم
سلعاً .
ونحن نريد الآن أن نجيب عن مسائل لم نجب عنها سابقاً وأن نتصدى
لمسائل جديدة .وأخيراً إن سؤال النهضة في القرن التاسع عشر كان سؤال
التقدم وهو لماذا نحن متخلفون والغرب متقدم والآن استعيض عنه.
بسؤال آخر: كيف نستطيع أن نحافظ على وجودنا التاريخي في مرحلة
يسعى فيها النظام الجديد لابتلاع البشر علماً أن سؤال الوجود هذا
لايمكن انجازه إلا عبر سؤال التقدم والتقدم الآن في العالم العربي يكون
بالاصلاح السياسي أي بتعميم الديمقراطية وحرية الرأي واطلاق طاقات
البشر وبالتالي بالتأسيس لمجتمع يقوم على المواطنة .
< هل هذا يعني أننا مقبلون على مرحلة من التحولات السياسية
والاقتصادية والاجتماعية .؟
-
بلغة العلم هذا احتمال قد يحدث واحتمال آخر قد لايحدث خصوصاً أننا في
العالم العربي الآن تقوم مبادراته على الاستقواء بالخارج وليس
بالاستقواء بالشعوب العربية هنا وهناك . بداية الموقف تبدأ بالتركيز
على الداخل الذي نفهمه وفق جدلية الداخل والخارج بأنه هو الذي يملي على
الخارج كيف يؤثر فيه وهذا مالايستطيع فعله إن لم يكن قادراً بقواه
الداخلية .
< هل تعاني العقلية العربية من اشكالية في التعامل مع
العلمانية ؟
-
هناك عقلية فطرية التاريخ صنع ذلك وماصنعه التاريخ يمكن تجاوزه
والتاريخ بهذا المعنى مفتوح .
< الحديث عن الأصولية الآن يقود - حصراً- للحديث عن الأصولية
الاسلامية ؟ هل هذا ظلم للأصولية الاسلامية ؟
لا.. لأن هذه الأصولية تهمنا نحن وتظهر بكثافةفي حياتنا العربية
الاسلامية ،دون أن نهمل الأصوليات الأخرى ..خصوصاً الأصولية اليهودية
التي تغنينا هذه الأصولية التي تمثل خارج الحدود العربية الأخطر على
الصعيد الايديولوجي علماً أن المشروع الصهيوني لايسوغ نفسه بالأصولية
الدينية بقدر مايسوغ نفسه بالقوة ،إن خطاب الايديولوجيا هنا خطاب
ايهامي يراد به أن يقال : إن مايجري هو حالة صراع مع دين آخر هو
الاسلام وهذا يمثل فخاً جديداً(بالمعنى الايديولوجي ) للآخر خصوصاً
للعرب والمسلمين الذين سيفهمون الصراع على أنه صراع الأديان هذا يفضي
إلى ماقدمه عدد من منظّري النظام العالمي الجديد تحت اسم «صراع الحضارت
» .
«الطيب تيزيني» في سطور:
-
مواليد حمص 1940
-
حصلت على الدكتوراه من ألمانيا وحصلت بعدها على الأستاذية «البروفسور»
ثم اختير 8991 م واحداً من 100 فيلسوف في العالم وكان الاختيار من قبل
مؤسسة «كونكورويا» الفرنسية الألمانية الفلسفية .
-استاذ في جامعة دمشق .
-
أصدر 23 كتاباً ومئات الأبحاث .
-
يعمل على مشروع بعنوان «مشروع رؤية جديدة للفكر العربي » من بواكيره
حتى المرحلة المعاصرة »
آخر
كتاب «بيان في النهضة والتنوير العربي»
-
من كتبه «الفكر العربي في بواكيره الأولى »
«مقدمات أولية في الاسلام المحمدي الباكر» .