المسيري:
المؤامرة الصهيونية أكذوبة كبرى |
القاهرة-
رويترز- إسلام أون لاين.نت/24-5-2004
|
|
عبد
الوهاب المسيري |
رفض الكاتب المصري الدكتور عبد الوهاب المسيري فكرة
"المؤامرة الصهيونية على العالم"؛ إذ ينطلق في دراساته لما يصفه
بالظاهرة الصهيونية من قراءة أبعادها المتعددة، ويسعى إلى إضفاء الصفة
البشرية على أعضاء الجماعات اليهودية وفقا لوكالة "رويترز"
للأنباء.
وفي مقابلة مع "رويترز" نفى المسيري
مقولة "المؤامرة اليهودية العالمية" قائلا إنها أكذوبة "تلائم معظم
الأطراف فإسرائيل تستفيد كثيرا من هذا الفكر التآمري؛ لأنه يضفي عليها
من القوة ما ليس لها، ويجعلها تكسب معارك لم تخضها، كما تفسر الحكومات
الأمريكية المختلفة للزعماء العرب عجزها عن مساعدة الحق العربي بتعاظم
النفوذ الصهيوني في الكونجرس".
وتابع "كما تفسر الحكومات العربية
تخاذلها وهزيمتها على أساس (هذه) الأسطورة المريحة، وبالتالي يجد كل
أطراف الصراع تفسيرا يبدو معقولا ومقبولا لوضعه أمام نفسه وأمام
جماهيره".
وأصدر المسيري عددا من الدراسات عن
إسرائيل خلال 30 عاما، وصدرت له مؤخرا موسوعة (اليهود واليهودية
والصهيونية) عن (دار الشروق) بالقاهرة و(مركز زايد للتنسيق والمتابعة)
بدولة الإمارات العربية ويضمها مجلدان في نحو 1055 صفحة. وكان المسيري
أصدر موسوعة بالعنوان نفسه عام 1999 في 8 أجزاء.
مخطط
وليس مؤامرة
وقال المسيري: "إنه حتى ممارسات
إسرائيل في فلسطين والاحتلال الأمريكي للعراق ليس مؤامرة ولكنه مخطط يستخدم القابلية للمؤامرة في
تنفيذ إستراتيجياته". وتابع "هذا النمط متكرر داخل الفكر العنصري
الغربي"، وشدد على ضرورة التعامل مع الجماعات اليهودية كبشر لا شياطين
حتى يمكن "دراستهم وفهمهم والتمييز بين الخير والشر فيهم".
وأضاف أنه من السذاجة افتراض وحدة
وتجانس أعضاء الجماعات اليهودية "وأنهم يتسمون بالشر والرغبة في
التدمير، وأن سلوكهم تعبير عن مخطط جبار وضعه العقل اليهودي الذي يخطط
ويدبر منذ بداية التاريخ لتخريب النفوس حتى تزداد الشعوب ضعفا بينما
يزدادون قوة".
وتابع "هذه النظرة القاصرة تحملهم
(اليهود) المسؤولية في كل الأزمنة عن كل الشرور من إراقة دم المسيح إلى
الضغط على الإمبراطورية البريطانية لتصدر وعد بلفور وضرب المفاعل الذري
العراقي وغزو لبنان وقمع الانتفاضة".
وقال: "إن الإيمان بأن اليهود وحدة
صلبة متماسكة لا تقهر أو بأن إلحاق الهزيمة بهم في حكم المستحيل فكرة
تروج لها الدعاية الصهيونية الواعية والدعاية المعادية لليهود غير
الواعية".
مثل
الشيطان
ونقلت "رويترز" السبت 22-5-2004 عن
المسيري أن "الوثيقة المسماة (بروتوكولات حكماء صهيون) يكمن وراءها
مفهوم يصور اليهود على أنهم شياطين"، وتابع "هذه فكرة تفترض وحدة اليهود
عبر التاريخ وأنهم يمتلكون قوة سحرية تماما مثل الشيطان؛ ولذا فهم لا
يقهرون أو لا يمكن قهرهم إلا باللجوء إلى الحلول السحرية؛ إذ لا يهزم
السحر إلا السحر كما لا يمكن هزيمة الشياطين بالجهد البشري العادي..
جهادا كان أو اجتهادا".
وأوضح أن معظم المتدينين في إسرائيل
"ليسوا متدينين ومعظم العلمانيين ليسوا علمانيين وأن هناك فريقا صغيرا
من اليهود يرفضون الدين اليهودي ولا يقبلون الصهيونية، أو يقبلون صيغة
صهيونية يمكن تصنيفها على أنها صيغة علمانية وهم يمثلون جماعات صغيرة
مثل حركة حقوق المواطن و(الناشط من أجل السلام) أوري أفنيري".
وقال: إنه لا يمكن الرهان على هؤلاء
في الصراع العربي الإسرائيلي، مشددا على أن يكون الرهان "على الولايات
المتحدة بأن نرهقها باستنزاف
إسرائيل حتى تسحب تأييدها لها". وتابع: "إسرائيل مثل كل المجتمعات
الاستيطانية في التاريخ تكتسب أسباب بقائها من خارجها".
وأشار إلى أن "صيغة الانتفاضة تحقق
هذا الاستنزاف (لإسرائيل) حيث اعترف (المحلل العسكري الإسرائيلي مارتن)
فان كريفلد بوجود مأزق إسرائيلي في حالة نجاح المقاومة الفلسطينية أو
فشلها". |