|
«أزمة الحضارة العربية»
جريدة الحياة
عن الدار العربية للعلوم - ناشرون ومركز الجزيرة للدراسات صدر كتاب «أزمة الحضارة العربية المترددة» للباحث أبو يعرب المرزوقي. في هذا الكتاب يسعى المؤلف المتخصص في الفلسفة العربية واليونانية والألمانية، الى الإحاطة بجوانب الأزمة التي تعانيها حضارتنا العربية في الوقت الراهن، والى الغوص في عمق جذورها. فالأزمة التي تعانيها الحضارة لا تزال حرجة ليس للعرب والمسلمين فحسب، بل هي أزمة تعم آثارها الإنسانية كلها». فهم الراهن بتحليل علله البعيدة، ويعتمد على التشخيص النظري والعملي الذي قدّمه أربعة مفكرين كبار عالجوا مسألة الحيوية الحضارية العربية الإسلامية من منظور فلسفة التاريخ وفلسفة الدين الإسلاميتين، وهم الغزالي وابن رشد اللذان يمثلان حديّ الموقف النظري، وابن تيمية وابن خلدون وهما يمثلان الموقف العملي.
ينقسم البحث الى بابين، يتناول الأول الموروث الثقافي والتقدم الاجتماعي، من زاوية التحليل التصوري لكل من المفهومين ولطبيعة العلاقة بينهما، وأيضاً لطبيعة العلاقة في دار الإسلام. ثم يعود الى تناولها من زاوية التحليل التاريخي كمسألة ثانية، وفي تشخيص لأزمة الثقافة الإسلامية، بحسب الغزالي وابن تيمية وابن خلدون، وصولاً الى ما آلت اليه في العصر الحديث من بداية النهضة، الى وحدة التجديد الجارية حالياً.
في الباب الثاني، ينتقل الباحث الى مسألتين، في تساؤل أول حول كيف عُطل الإصلاح المستمر الى حدود ضمور القدرة الإسلامية على الإبداع؟ إذ ليس من اليسير أن نفهم الطابع الثوري للإسلام من حيث هو اصلاح متواصل، كما ان تطبيق هذا الإصلاح المتواصل ليس من الأمور التي تقبل التحقيق السهل. ثم يطرح في تساؤل ثان حول «لماذا لا يمكن الإسلام أن يطابق خصائصه الثورية إلا إذا كان اصلاحاً دائماً؟ فقد حاول الإسلام أن يجدد الفكرين الديني والفلسفي وأن يحدد مؤسسات بديلة تساعد على تحريرهما من فساد السلطات بفضل مفهومين نقديين هما التحريف الذي أفسد الفكر والعمل الدينيين، والجاهلية التي أفسدت الفكر والعمل الطبيعيين.